نسیم

نسیم

نسیم
نسیم

نسیم

نسیم

خطبه 87

عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ اءَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَیْهِ عَبْدا اءَعَانَهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ فَاسْتَشْعَرَ الْحُزْنَ وَ تَجَلْبَبَ الْخَوْفَ فَزَهَر مِصْبَاحُ الْهُدَى فِی قَلْبِهِ وَ اءَعَدَّ الْقِرَى لِیَوْمِهِ النَّازِلِ بِهِ فَقَرَّبَ عَلَى نَفْسِهِ الْبَعِیدَ وَ هَوَّنَ الشَّدِیدَ نَظَرَ فَاءَبْصَرَ وَ ذَکَرَ فَاسْتَکْثَرَ وَ ارْتَوَى مِنْ عَذْبٍ فُرَاتٍ سُهِّلَتْ لَهُ مَوَارِدُهُ فَشَرِبَ نَهَلاً وَ سَلَکَ سَبِیلاً جَدَدا.

قَدْ خَلَعَ سَرَابِیلَ الشَّهَوَاتِ وَ تَخَلَّى مِنَ الْهُمُومِ إِلا هَمّا وَاحِدا انْفَرَدَ بِهِ فَخَرَجَ مِنْ صِفَةِ الْعَمَى وَ مُشَارَکَةِ اءَهْلِ الْهَوَى وَ صَارَ مِنْ مَفَاتِیحِ اءَبْوَابِ الْهُدَى وَ مَغَالِیقِ اءَبْوَابِ الرَّدَى قَدْ اءَبْصَرَ طَرِیقَهُ وَ سَلَکَ سَبِیلَهُ وَ عَرَفَ مَنَارَهُ وَ قَطَعَ غِمَارَهُ وَ اسْتَمْسَکَ مِنَ الْعُرَى بِاءَوْثَقِهَا وَ مِنَ الْحِبَالِ بِاءَمْتَنِهَا فَهُوَ مِنَ الْیَقِینِ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ الشَّمْسِ قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِی اءَرْفَعِ الْاءُمُورِ مِنْ إِصْدَارِ کُلِّ وَارِدٍ عَلَیْهِ وَ تَصْیِیرِ کُلِّ فَرْعٍ إِلَى اءَصْلِهِ مِصْبَاحُ ظُلُمَاتٍ کَشَّافُ عَشَوَاتٍ مِفْتَاحُ مُبْهَمَاتٍ دَفَّاعُ مُعْضِلاَتٍ دَلِیلُ فَلَوَاتٍ یَقُولُ فَیُفْهِمُ وَ یَسْکُتُ فَیَسْلَمُ قَدْ اءَخْلَصَ لِلَّهِ فَاسْتَخْلَصَهُ.

فَهُوَ مِنْ مَعَادِنِ دِینِهِ وَ اءَوْتَادِ اءَرْضِهِ قَدْ اءَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ فَکَانَ اءَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْیُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ یَصِفُ الْحَقَّ وَ یَعْمَلُ بِهِ لاَ یَدَعُ لِلْخَیْرِ غَایَةً إِلا اءَمَّهَا وَ لاَ مَظِنَّةً إِلا قَصَدَهَا قَدْ اءَمْکَنَ الْکِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَ إِمَامُهُ یَحُلُّ حَیْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ وَ یَنْزِلُ حَیْثُ کَانَ مَنْزِلُهُ.

وَ آخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِما وَ لَیْسَ بِهِ فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَ اءَضَالِیلَ مِنْ ضُلَّالٍ وَ نَصَبَ لِلنَّاسِ اءَشْرَاکا مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَ قَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْکِتَابَ عَلَى آرَائِهِ وَ عَطَفَ الْحَقَّ عَلَى اءَهْوَائِهِ یُؤْمِنُ النَّاسَ مِنَ الْعَظَائِمِ وَ یُهَوِّنُ کَبِیرَ الْجَرَائِمِ یَقُولُ اءَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَ فِیهَا وَقَعَ وَ یَقُولُ اءَعْتَزِلُ الْبِدَعَ وَ بَیْنَهَا اضْطَجَعَ.

فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَانٍ وَ الْقَلْبُ قَلْبُ حَیَوَانٍ لاَ یَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَیَتَّبِعَهُ وَ لاَ بَابَ الْعَمَى فَیَصُدَّ عَنْهُ وَ ذَلِکَ مَیِّتُ الْاءَحْیَاءِ عترة النبی فَاءَیْنَ تَذْهَبُونَ وَ اءَنَّى تُؤْفَکُونَ وَ الْاءَعْلاَمُ قَائِمَةٌ وَ الْآیَاتُ وَاضِحَةٌ وَ الْمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ فَاءَیْنَ یُتَاهُ بِکُمْ وَ کَیْفَ تَعْمَهُونَ وَ بَیْنَکُمْ عِتْرَةُ نَبِیِّکُمْ وَ هُمْ اءَزِمَّةُ الْحَقِّ وَ اءَعْلاَمُ الدِّینِ وَ اءَلْسِنَةُ الصِّدْقِ فَاءَنْزِلُوهُمْ بِاءَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ وَ رِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِیمِ الْعِطَاشِ.

اءَیُّهَا النَّاسُ خُذُوها عَنْ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ صِلِّى اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ إ نَّهُ یَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَ لَیْسَ بِمَیِّتٍ وَ یَبْلَى مَنْ بَلِىَ مِنَّا وَ لَیْسَ بِبَالٍ فَلا تَقُولُوا بِما لا تَعْرِفُونَ فَإ نَّ اءَکْثَرَ الْحَقِّ فِیمَا تُنْکِرُونَ وَ اعْذِرُوا مَنْ لاَ حُجَّةَ لَکُمْ عَلَیْهِ وَ اءَنَا هُوَ.

اءَلَمْ اءَعْمَلْ فِیکُمْ بِالثَّقَلِ الْاءَکْبَرِ وَ اءَتْرُکْ فِیکُمُ الثَّقَلَ الْاءَصْغَرَ قَدْ رَکَزْتُ فِیکُمْ رَایَةَ الْإِیمَانِ وَ وَقَفْتُکُمْ عَلَى حُدُودِ الْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ وَ اءَلْبَسْتُکُمُ الْعَافِیَةَ مِنْ عَدْلِى وَ فَرَشْتُکُمُ الْمَعْرُوفَ مِنْ قَوْلِى وَ فِعْلِى وَ اءَرَیْتُکُمْ کَرائِمَ الْاءَخْلاَقِ مِنْ نَفْسِى فَلاَ تَسْتَعْمِلُوا الرَّاءْىَ فِیما لا یُدْرِکُ قَعْرَهُ الْبَصَرُ، وَ لا یَتَغَلْغَلُ إِلَیْهِ الْفِکَرُ.

وَ مِنْها:

حَتَّى یَظُنَّ الظَّانُّ اءَنَّ الدُّنْیَا مَعْقُولَةٌ عَلَى بَنِى اءُمَیَّةَ تَمْنَحُهُمْ دَرَّه


 ترجمه خطبه 

ادامه مطلب ...